فرصة ثانية
(س. هـ) امرأة من محافظة اب في الثلاثين من العمر، متزوجة وأم لثلاثة أطفال، تربت في بيئة أسرية غير مستقرة يسودها التوتر والضغوط والحرمان من أبسط الحقوق مثل التعليم وذلك بسبب انفصال والديها عندما كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فتارة تعيش لدى زوجة أبيها وتارة أخرى لدى أقاربها وعندما بلغت سن السابعة عشر أجبرها والدها على الزواج من رجل يكبرها بإحدى عشر عاماً.
رغم حزنها ورفضها الشديد لهذا الزواج، إلا أن أنها ظنت بأنها قد تجد الأمان والاستقرار الذي لم تجده لدى أسرتها، ولكن آمالها خابت ووجدت نفسها في جحيم من نوع آخر على حد وصفها حيث وأنها تعرضت للتعنيف اللفظي والجسدي وسوء المعاملة من قبل زوجها .
مع مرور الوقت لم تعد قادرة على تحمل هذا الوضع فلجأت إلى أسرتها لمساندتها في طلب الطلاق من زوجها بسبب سوء معاملة لها وقد فاجئها قرار أسرتها بالتخلي عن أولادها مقابل الطلاق، الأمر الذي سبب لها إحباطاً شديداً وجعلها تعود مرغمة إلى زوجها من أجل البقاء مع أولادها.
ولكن هذا الأمر كان له تأثيراً كبيراً على صحتها النفسية فقد أصبحت تعاني من الشعور بالحزن والضيق والخوف واضطراب النوم وفقدان الشهية والعصبية الزائدة وفقدان الأمل في الحياة وتطور الأمر إلى ظهور الشكوك والأوهام وسماع الأصوات والتفكير المستمر بالانتحار".
"فكرت بالموت مرات عديدة للخلاص من هذا العذاب والحصول على الراحة والسلام حتى و لو كان في القبر" قالت (س. هـ) "
وبعد معرفتها بوجود مركز الدعم النفسي عن طريق جارتها التي تم معالجها في مركز الدعم النفسي التابع لمؤسسة الرعاية النفسية التنموية ،قررت الحضور هي وزوجها وطلب المساعدة النفسية المتخصصة، وقد تم استقبالهما في المركز وتقديم الخدمات الطبية والرعاية النفسية المتخصصة وعمل الخطة العلاجية بعد أن شخص الطبيب حالتها بإضطراب الاكتئاب.
وقد ارتكزت الخطة العلاجية على أربعة محاور أساسية.
المحور الأول: العلاج الدوائي.
المحور الثاني: الجلسات النفسية الفردية بأنواعها المختلفة.
المحور الثالث: تشجيعها على الاعتماد على النفس وإيجاد عمل يناسب قدراتها وإمكانياتها.
المحور الرابع: تقديم خدمات الإرشاد الأسري والخدمات الطبية والرعاية النفسية للزوج الذي اتضح بأنهُ مصاب بإضطراب ذهاني شديد والتي تحسنت حالته بعد خضوعه لجلسات نفسية وتلقيه العلاج الازم للشفاء .
وبعد مرور ستة أشهر من العلاج والعديد من الجلسات النفسية لوحظ تحسن حالة المريضة بشكل كبير وبدأت بالبحث عن عمل لتفتتح بعدها مشروعها الخاص في بيع الملابس من أجل تحسين وضع أسرتها وإعالة أولادها.
بعد أن تعافت الحالة ( س . هـ ) شكرت مؤسسة الرعاية النفسية التنموية وكادر مركز الدعم النفسي على تقديم الخدمات الطبية والرعاية النفسية لها ولزوجها .
" العلاج النفسي أعطاني فرصة ثانية وجعلني أفكر بطريقة إيجابية لحل مشاكلي" قالت الحالة (س. هـ).