السبت, 14 مايو, 2022

طفولة مسروقة

شيماء فتاة من محافظة إب ، تبلغ من العمر أحدى وعشرين عاماً ،عاشت طفولة قاسية حيث عانت من التفكك الأسري نتيجة طلاق والديها مما أدى إلى انتقالها للعيش مع والدتها ، عانت أيضاً  من الحرمان العاطفي والمادي بشكل كبير أثناء حياتها  ومرت بفترة كانت هي الأشد قسوةً في حياتها عندما فُرض عليها الزواج من قبل والدها برجل يكُبرها بثلاثين عاماً ،متزوج بثلاث نساء قبلها في حين كانت شيماء قاصره و تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً.

لم تتوفق شيماء في هذه الزيجة التي كانت عبارة عن سجن لطفولتها البريئة وأحلامها الجامحة بسبب العنف الجسدي واللفظي الممارس نحوها من قبل زوجها ونساءه الثلاث، مُنعت شيماء ايضاً من الزيارات العائلية لأن الزوج  كان كثير الشكوك بها ،وبعد مرور سنة من المعاناة النفسية والزوجية إستطاعت شيماء الهرب إلى بيت والدتها بمساعدة أحد الجيران، ولكن أصر والدها عليها  بالرجوع إلى زوجها خشيتةً أن تجلب  له العار أمام الناس ؛ ولكن والدتها رفضت رجوعها إلى زوجها ولجأت إلى دار الإيواء التابع لأتحاد نساء اليمن خوفاً عليها من قسوة الأب ،لبثت  شيماء في دار الإيواء لمدة شهرين متتاليين  وبعد خروجها من دار الإيواء تمكنت من الطلاق من زوجها .

تدهورت حالة شيماء  النفسية الأمر الذي جعلها تدخل في إضطرابات نفسية إكتئابيه شديده، مما جعل الأم تتوجه بها إلى مركز الدعم النفسي التابع لمؤسسة الرعاية النفسية التنموية  بمحافظه إب و الذي سمعت عنه عبر إحدى صديقاتها ،حيث خضعت شيماء للعلاج النفسي المتخصص والذي تضمن  الخدمة الإيوائية في قسم الرقود الموجود في مركز الدعم النفسي لمدة شهر ونصف ،كما خضعت لعدد  من الجلسات النفسية الفردية وجلسات الدعم النفسي القائم على الارشاد النفسي والمعرفة السلوكية .

استطاعت شيماء أن تستعيد عافيتها بشكل تدريجي والتي تم ملاحظته من قبل الطبيب النفسي والأخصائية، وممرضة الرقود المسئولين عن متابعة حالتها مما مكنها من العودة الى منزل والدتها وهي بحالة صحية نفسية جيدة .

  أخبرت  شيماء  الإخصائية النفسية عن خبر إرتباطها لشاب بمثل سنها وعينيها تحكي فرحتها وتفاؤلها بالمستقبل الذي ستعيشه متجاوزة  محنتها السابقة .

" أتمنى الاستمرار في هذا الاستقرار المعيشي والنفسي" قالت شيماء  .

شكرت شيماء جهود مؤسسة الرعاية النفسية التنموية متمنيةً إستمرارية خدمات مركز  الدعم النفسي ، والتي تركت أثراً ملموساً في حياتها.

مركز الدعم النفسي مشروع تنفذه مؤسسة الرعاية النفسية التنموية بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان في محافظه إب والذي يستهدف الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي و النساء والفتيات المعرضات لخطر العنف القائم على النوع الإجتماعي ،يستقبل مركز الدعم النفسي أكثر من 12000 زائر سنوياً وتتلقى أكثر من 9500 مستفيدة خدمات الدعم النفسي .

مشاركة:

القائمة البريدية

للحصول على آخر تحديثات وأخبار المنظمة